ـ(209)ـ
الشيعة أشخاص من أمثال أبي هريرة بأنهم من الفساق(1). في حين يعتبره علماء أهل السنة من المعتمدين وهذه هي بعض أسباب الخلاف بين علماء الشيعة والسنة.
وللوصول إلى الروايات الحقة الصادرة من جانب الحضرة النبوية الشريفة (صلى الله عليه وآله) يجب الأخذ بنظر الاعتبار بعض القضايا الهامة، من ضمنها التعرف على الرواة وهويتهم، وهل هم من الثقات والعدول أم لا؟ ومن كان أساتذتهم؟ والخ... ومن هنا برز علم "الرجال". ولقد كتب علماء الشيعة والسنة في علم الرجال الكثير من الكتب التي تعد اليوم ضمن مصادرنا في التعرف على رجال ورواة الحديث(2).
وتم في هذا السياق إنجاز الكثير من الأعمال، وقام علماء الرجال بدراسة نقدية شاملة لرواة ورجال الحديث فاعتبر علماء أهل السنة بعض رجال الحديث من الثقات في حين رفضهم علماء الشيعة وكذلك رفض علماء أهل السنة بعض الرواة ممن يعتبرونهم علماء الشيعة من الثقات وهناك بعض رجال الحديث ممن رفضهم الفريقان. والأمر الذي يحظى بالأهمية هنا هو وجود بعض الرواة ممن يعتبرونهم سواء الشيعة أو السنة من الثقات حين يمكن اعتبار ذلك نقطة انعطاف في علم الرجال ووضع رواة الأحاديث المعتمدين لدى الفريقين السنة والشيعة في مكان واحد ولذلك فمن المناسب جداً التمسك بمثل هذه الروايات والرواة لتقريب وجهات النظر المشتركة بين أهل السنة والشيعة أكثر فأكثر.
ونظراً لما تقدم، فقد تم بحث موضوع الرواة المعتمدين لدى الفريقين في
______________________
1 ـ كاظم مدير شانه جى، علم الحديث ودراية الحديث، ص 18.
2 ـ من هذه الكتب: رجال عبيد الله بن أبي رافع، رجال عبدالله بن حبله الكنانى، رجال ابن نعتال، رجال الشيخ الطوسي، فهرس الشيخ الطوسي رجال الكشي... الخ ولدى أهل السنة: الثقات لابن حبان، تهذيب الكمال في أسماء الرجال التاريخ الكبير للبخاري.