ـ(95)ـ
التقليد في القرآن الكريم:
لم يرد التقليد بهذا اللفظ والمادة في القرآن الكريم، ولكن في مقام ذم عملية الاتباع للغير من غير حجة في تلك التبعية، بل مجرد إتباع صرف، وقد وردت عدة آيات في سور مختلفة، من ذلك ما جاء في قوله تعالى: [وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل تتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون](1).
فالضمير في (لهم) يعود على كلّ من قلد الغير بلا حجة أو دليل، بترك قول الله تعالى والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى قول الآباء مع كونهم لا يعقلون شيئاً من أمور الدين.
ويتكرر مثل هذا الذم وبما يقارب هذا المعنى في أكثر من مورد من الكتاب الكريم(2).
ولكن لدى ملاحظة هذه الموارد المذكورة يتضح لنا أنها بعيدة عن التقليد الذي نبحث عنه، بل أريد منه التبعية للغير في أصول العقيدة من دون حجة ولا دليل، والمعبر عنه بالتبعية العمياء.
التقليد في السنة النبوية:
وقد ورد التقليد بلفظه ومادته في الأخبار والروايات بصورة لا يمكن حصرها، ولكن نقتصر على حديث واحد في المقام، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
______________________
1 ـ سورة البقرة: 170.
2 ـ انظر المائدة: 140، الشعراء 74 و 136، الأعراف: 28، لقمان: 21، سبا 43 الصافات: 69، الزخرف: 22.