ـ(8)ـ
ولا شغل لها إلاّ البطر والراحة والاستهلاك، هذا بالنسبة لعامتهم أما أصحاب الهموم الإسلاميّة فهم رجعيون وديماغوجيون وإرهابيون و..و.. ومن الطبيعي أنهم يسعون في المحور الثالث لتهويل تلك التصرفات الخاطئة المخجلة لبعض المسلمين ليسموا بها الأمة الإسلاميّة بأجمعها.
وهنا نطرح أسئلة ليجيب عليها المسلمون أنفسهم: ما هي مسؤوليتهم تجاه هذه العملية الواسعة المكثفة المدروسة التي تستهدف هويتهم وكرامتهم وعزتهم ؟
ما هي مسؤولية العلماء والمفكرين والعاملين في سبيل عزة الإسلام بشكل خاص؟
ألا تستدعي توحيد كلّ الطاقات والجهود؟ ألا تفرض تجاوز الاختلافات المذهبية والطائفية؟ ألا تتطلب حزما شديدا لرجع كلّ موقف داخلي يدعم عملية الإذلال والإهانة؟ ألا يستوجب استثمار كلّ الفرص لتسجيل موقف يثبت عزة المسلمين وكرامتهم وشخصيتهم الحضارية والفكرية المتميزة؟..
الجواب على هذه الأسئلة واضح..
ولكن الجواب وحده لا يكفي..لأننا غزينا في عقر دارنا.. ومثل هذا الغزو يستتبع ذلاً لا يمكن تبديله إلى عز إلاّ إذا ارتفعت أمتنا أو قادتها الفكريون على الأقل إلى مستوى التحديات الراهنة.
وإننا من منطلق "التقريب" ندعو إلى هذا الارتفاع، ونعتقد أنّه يجب أن يبدأ بحوار علمي عملي جاد لتجاوز الحساسيات التاريخية الموروثة ثم يتواصل بأذن الله تعالى بهدف تحصين الأمة من كلّ غزو خارجي، وبهدف استعادة دور الريادة على الساحة العالمية، وما ذلك على الله بعزيز.