ـ(160)ـ
وكان قد أُتي بضياح من لبن فشرب بعضه وناول قسماً منه للأحنف بن قيس ثم قال صدق رسول الله (آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن) ثم تقدم يقاتل أمام الصفوف فقتل واحتز رأسه، فقال علي (عليه السلام) يرثيه:
وما ظبية تسبي العقول بحسنها ___ إذا التفتت خلنا بأجفانها سحرا
بأحسن ممن خضب السيف وجهه ___ دماً في سبيل الله حتّى قضى صبرا
وكان عمار من الشجعان والمقاتلين الأشداء، وقد طأطأ التاريخ إجلالاً وإكباراً لذلك الرجل الذي جاوز التسعين وهو يقاتل أشدّ القتال.
تقويم:
لقد حظي عمار بمقام عظيم عند المسلمين قلما يحظى به عالم رباني أو صديق أو شهيد، وعن عمر بن شر حبيل قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عمار مليء إيماناً إلى مشاشه / إسناده صحيح.
وعن علي (عليه السلام) في استئذان عمار على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: مرحباً بالطيب المطيب / صححه الترمذي.
وعن أم المؤمنين عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عمار ما عرض عليه أمران، إلاّ اختار أرشدهما / أخرجه النسائي والترمذي وإسناده صحيح.