ـ(153)ـ
يسمى ابن عباس البحر لغزارة علمه، كما يسمى الحبر للسبب ذاته، ولما مات قال محمّد بن الحنفية رضوان الله تعالى عليه: اليوم مات رباني الأمة.
قال عطاء: ما رأيت مجلساً قط أكرم من مجلس ابن عباس، وأن أصحاب القرآن عنده يسألونه، وأصحاب الشعر عنده يسألونه وأصحاب الفقه عنده يسألونه كلهم يصدرهم في واد واسع.
وقد عمي ابن عباس في أواخر عمره من شدة بكائه على علي والحسين ((عليهما السلام))، وكان قد قال في عمى عينيه.
إن يأخذ الله من عيني نورهما ___ ففي لساني وقلبي منهما نور
عقلي ذكي وقلبي غير ذي دخل ___ وفي فمي مقول كالسيف مشهور


تقويم:
لا يختلف اثنان بما لابن عباس من المنزلة العظمى في الإسلام علماً وفقهاً وإيماناً وتفسيراً للقرآن الكريم.
ولقد جاء في الخبر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.
وعن عطاء عن ابن عباس، قال: دعا لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يؤتيني الله الحكمة مرتين.
وعن عطاء بن يسار أن عمر وعثمان كانا يدعوان ابن عباس فيشير مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عمر وعثمان إلى يوم مات وكان عمر إذا أشكل عليه أمر يقول: غص غواص وقال عمرو بن العاص أما والله ما في قريش أحد اثقل وطأة