ـ(184)ـ
كانت زوج الصحابي الجليل أبي سلمة المخزومي رضوان الله عليه، ولما توفي إثر جراحة أصابته في سبيل الله تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) سنة أربع من الهجرة.
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من أصيب بمصيبة فقال كما أمره الله: [إنا لله وإنا إليه راجعون]، اللهم أجرني في مصيبتي وأعقبني خيراً منها، فعل الله ذلك به قالت فلما توفي أبو سلمة قلت: ومن خير من أبي سلمة، ثم قلتها [إنا لله وإنا إليه راجعون] فأعقبها الله رسوله (صلى الله عليه وآله) فتزوجها.
وكانت قد ولدت لأبي سلمة زينب، وسلمة، وعمر.
روى إسماعيل بن نبيط عن شهر بن حوشب قال أتيت أم سلمة أُعزيها بالحسين... وهذا الخبر، إضافة إلى خبر مسلم في صحيحه أن عبدالله بن صفوان دخل على أم سلمة في خلافة يزيد ليدلاّن بوضوح على أن أم سلمة رضوان الله عليها لم تنتقل إلى الرفيق الأعلى سنة تسع وخمسين كما عليه الخبر الشاذ، وإنّما سنة 61 هـ أو ما بعدها، على أن الأخبار في هذا الأمر لم تقتصر على الخبرين اللذين ذكرناهما قال الحافظ الذهبي: وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتّى بلغها مقتل الحسين الشهيد، فوجمت لذلك، وغشي عليها، وحزنت عليه كثيراً، ولم تلبث بعده إلاّ يسيراً وانتقلت إلى الله.
الروايات:
أم سلمة كثيرة الرواية، وذكر ابن حزم في أسماء الصحابة الرواة أن لها ثلثمائة حديث وثمانية وسبعين حديثاً (378).
هذا وقد اتفق البخاري ومسلم لها على ثلاثة عشر حديثاً، وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بثلاثة عشر.