ـ(180)ـ
وكان أبو رافع مولى العباس بن عبد المطلب رضوان الله عليه فوهبه للنبي (صلى الله عليه وآله) فلما بشر رسول الله بإسلام العباس اعتقه.
شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرب أحد والخندق، وما بعدها من المشاهد وكان اسلامة بمكة مع إسلام أم الفضل ولكن كانا يخفيان ذلك زوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سلمى مولاته فولدت له عبيد الله بن أبي رافع، هاجر الهجرتين: الأولى مع جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة والثانية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة المنورة.
خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الناس فقال: يا أيها الناس من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي فهذا أبو رافع أميني على نفسي (وأهلي) يقول المؤلف عفا الله عنه من قصيدة.

وحسبك من قومٍ كرامٍ أصادقٍ أبو رافع القبطي منهم أسلم

لما بويع علي (عليه السلام) بالخلافة وخرج إلى العراق توجه معه أبو رافع ملازماً إياه ملازمة الظل، وشهد معه حروبه، وكان عمره يوم توجه إلى العراق خمساً وثمانين سنة.
وكان صاحب بيت مال المسلمين بالكوفة.
كان ولداه علي وعبيد الله من أصفياء علي (عليه السلام) وكانا كاتبين عنده.
عبيد الله بن علي عن جدته سلمى: قالت رأيت عبد الله بن عباس معه الواح يكتب عليها عن أبي رافع شيئاً من فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
أقول: إن رجلاً يكتب عنه حبر الأمة ابن عباس شيئاً من فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا سيما أن معه ألواحاً قد أعدها للكتابة عنه لهو رجل ذو نصيب وافر من العلم والفقه والصدق والأمانة.
الروايات: روى أبو رافع عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وعبد الله
______________________
1 ـ ابن سعد: الطبقات الكبرى 4 ـ 73.