ـ(178)ـ
وقد نبذ الأصنام والأوثان منذ الجاهلية، ويعد من الموحدين آنذاك.
عن نجيح أبي معشر قال: كان أبو ذر يتأله بالجاهلية ويقول: لا اله إلاّ الله ولا يعبد الأصنام.
أبو ذر أول من حيى رسول (صلى الله عليه وآله) بتحية الإسلام.
لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وصية (1) طويلة جداً لأبي ذر، وفي كلّ جملة من هذه الوصية بـ (يا أبا ذر).
عاد أبو ذر إلى بلاده بعد إسلامه داعيةً إلى الله ورسوله وهاجر بعد ذلك إلى المدينة المنورة.
كان قائد بني غفار في فتح مكة وكذلك في معركة حنين.
بايع أبو ذر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أن لا تأخذه في الله لومة لائم.
وكان شديداً في الحق صارماً لا يحفل بالموت ولا يعبأ بالحياة، عزوفا عن الدنيا، بعيداً عن زخارفها، وهو القائل: لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى حلقه، على أن اترك كلمة سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنفذتها قبل أن يكون ذلك.

تقويم:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث المشهور (ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر).
وقال (صلى الله عليه وآله): أبو ذر في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده وورعه.
وفي المكانة العليا لأبي ذر في الإسلام، ومقامه عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يغني عن مدح المادحين، وثناء المعجبين، ولكننا ننقل غيضاً من فيض مما قيل فيه
______________________
1 ـ انظر تحف العقول ـ ابن شعبه الحراني.