ـ(43)ـ
6 ـ وفي الواجبات الاجتماعية:
صرح القانون بالتزام الفرد بأن يؤدي هذه الواجبات بهدف تطوير شخصيته، مع منع تقييد الحرية إلاّ بما يفرضه القانون لتأمين حقوق الآخرين وحرياتهم واحترامها، وتحقيق ما تقتضيه الديموقراطية والأخلاق والنظام العام والخير العام والامتناع عن كلّ ما ينافي أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.
وهذه المبادئ كما يبدو من استعراضها عامة جداً تحتاج إلى شروح و تفصيلات عدة، ومن الصعوبة بمكان أن تستوفي وجهة النظر الإسلاميّة فيها في هذا البحث، لا سيما إذا أردنا أن نعرج على الاتفاقات الدولية التي أقرتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة، واللجنة الخاصة التي ألفتها باسم "لجنة حقوق الإنسان".
غير أني سأحاول جهدي في بيان نظرة الإسلام لكل منها في إيجاز يعطي صورة واضحة عن موقف الإسلام منها، وربما تعرضت لبعض نقاط يحدد الإسلام فيها وجهة النظر المقيدة أو المخالفة لفهم بعض نصوص هذا القانون.

الإسلام وحقوق الإنسان بالنسبة للإعلان العالمي

إنّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومبادئ القانون الإنساني وما سبق ذلك من مواثيق دولية، كانت كلها بعد حروب دامية مدمرة خاضها العالم، وممارسات خاطئة قام بها الكثيرون من أصحاب القرارات والسلطة، مما دعا المصلحين الخائفين على انهيار المجتمعات الإنسانية إلى إعلان تلك المبادئ وتبنيها في الهيئات الدولية، مع أن بعض هذه الهيئات الدولية تنتهك حرمات هذه الحقوق ولا تتبناها إلاّ لتحقيق مصالحها، اما إذا تعارضت مع مصالحها فأنها تقف ضدها.
والأمثلة التي وقعت كثيرة في هيئة الأمم ومجلس الأمن وما تزال تقع في العالم كما في جنوب إفريقيا وإسرائيل ويوغسلافيا، وكما يمارس الظلم ضد عدد