ـ(25)ـ
وساعده في تصحيح وتحشية كتاب "إحقاق الحق" مع آخرين. هذه قصة الرسالة في مدينة قم.
أما قصتها في مصر: فقد نقل لي العلامة الشيخ محمّد تقي القمي رحمه الله، السكرتير العام لدار التقريب ـ فقال: عند تصحيح العدد المذكور في المطبعة فوجئت إنّ العلامة الشيخ شلتوت قد نقلها هكذا: "كتاب الله وسنتي"، فاتصلت به "تلفونياً" وقلت: إنها جاءت في أغلب كتب الحديث "كتاب الله وعترتي"، فقال لي: أكتب في الحاشية: (تعددت طرق هذا الحديث.. إلى آخر ما تقدم)، فقمت بدوري بكتابته. وكما كتب الشيخ الوشنوي فإنه لا شك إنّ هناك حديثاً بلفظ: "كتاب الله وسنتي"، ولكن هذا الحديث غير ذلك الحديث المشهور بـ "كتاب الله وعترتي".
وقال الشيخ الوشنوي: إنّ هذا الحديث الثاني المشتهر بين الباحثين من أهل السنة منذ زمن بعيد، هو حديث مرسل ـ كما تقدم في موطأ مالك ـ وليس مسنداً، ولكني رأيت في كتاب أخبار أصفهان لأبي نعيم الأصفهاني وبعض المصادر الأخرى هذا الحديث مسنداً (1). وعلى كلّ حال فإن الكتاب والسنة هما ركنان أساسيان في الفقه، وقد خصص الكليني في أصول الكافي (2) باباً خاصاً بذلك أما حديثنا فيتعلق بحديث الثقلين المعروف، والذي روي بهذا اللفظ "كتاب الله وعترتي" وقد أشرنا فيما مضى إلى وجه الجمع بين الحديثين.
وآخر دعوانا إنّ الحمد لله رب العالمين.
__________________________________
1 ـ وقد طبقها الدكتور صبحي الصالح في حاشية رقم (962) على حديث الثقلين الذي نحن بصدد البحث عنه فقال: (الثقل بمعنى: النفيس من كلّ شيء، وفي الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: "تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، أي: النفيسين) انتهى. وأقول: جاء في وسط هذه الجملة: "فكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم، وهم أزمة الحق، وأعلام الدين والسنة الصدق ؟ فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، وردوهم ورود الهيم العطاش " وهذا يعتبر تفسيراً وتأييدا لما قال ـ عليه السلام ـ بعده من ذكر "الثقل الأكبر والثقل الأصغر".
2 ـ أصول الكافي 1: 59.