ـ(196)ـ
وسمي النحل توباً لرجوعها إلى مقارها، ونابته نائبة: أي: حادثة من شأنها أن تنوب دائماً)(1).
(والإنابة في اللغة: هي الرجوع)(2).
ناب بدر التمام طيف محياك لطرفي بيقظتي إذ حكاكا(3).
قال ابن منظور في ذكره للإنابة أنها من: (ناب الأمر نوباً ونوبةً: نزل، ونابتهم نوائب الدهر. وفي حديث خيبر قسمها نصفين: نصفاً لنوائبه وحاجاته، ونصفاً بين المسلمين، النوائب جمع نائبة، وهي: ما ينوب الإنسان، أي: ينزل به المهمات والحوادث والنائبة: المصيبة واحدة نوائب الدهر النازلة، ويقال: أصبحت لا نوبة لك، أي: لا قوة لك، وكذلك تركته لانوب لـه، أي: لا قوة لـه، وناب عني فلان ينوب نوباً ومناباً، أي: قام مقامي وناب عني في هذا الأمر نيابة إذا قام مقامك)(4). فالإنابة إذن: العودة والرجوع.
قال الزمخشري في تعريفه للإنابة أنها من النوب: (نابه أمر نوبة، وأصابته نوائب ونوب ونائبة ونوبة، والخطوب تنوبه وتتناوبه، وناب إليه نوبةً ومناباً: رجع مرة بعد أخرى، والنحل تنوب إلى الخلايا، ولذلك سميت النوب. قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وحالفها في بيت نوب عوامل
واليه مناب: مرجعي، وخبر نائب: كثير عواد، وهو ينتابنا، وهو منتاب: مفاد مراوح، وأناب إلى الله، وعبد منيب، وأتاني فلان فما أنبت إليه: إذا لم تحفل به، وناوبه مناوبة، وتناوب القوم في غيره.
ونوب فلان: جعلت لـه النوبة. وناب عنه نوبة، وهو ينوب منابه، وأنبته منابي، واستنبته)(5).
وكلمة الإنابة هي الإقبال والرجوع يقال أناب ينيب إنابه فهو منيب إذا اقبل ورجع.
__________________________________
1 ـ معجم ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني: 525.
2 ـ منازل السائرين لأبي إسماعيل الأنصاري: 77.
3 ـ جلاء الغامض في شرح ديوان ابن الفارض للخوري: 191.
4 ـ لسان العرب لابن منظور 14: 318.
5 ـ أساس البلاغة للزمخشري: 475.