ـ(171)ـ
فتوى الإمام الخميني رحمه الله وردود الفعل:
بعد ذلك تناول الكاتب نص فتوى الإمام الخميني رحمه الله التي جاء فيها:
(إنني أبلغ جميع المسلمين في العالم بأن مؤلف الكتاب المعنون "الآيات الشيطانية" الذي ألف وطبع ونشر ضد الإسلام والنبي والقرآن، وكذلك ناشري الكتاب الواعين بمحتوياته قد حكموا بالموت، وعلى جميع المسلمين تنفيذ ذلك أينما وجدوهم؛ كي لا يجرؤ أحد بعد ذلك على إهانة الإسلام، ومن يقتل في هذا الطريق فهو شهيد).
ثم راح يناقش مواقف الإمام الخميني الثورية ونظرته إلى الغرب وأمريكا، وكيف أنّه شخص الصراع الحضاري وأبعاده، وأن رأس الفساد فيه "الشيطان الأكبر" كما ندد بالعملاء الّذين (جعلوا من الشعب الإيراني أكثر ذلة من كلام أمريكا، فإذا داس أحدهم كلباً أمريكياً بعربته لن يسلم من العقاب، حتّى شاه إيران، أو داس كلبا أمريكيا لن يسلم من المساءلة لكن لو أن طباخاً أمريكياً داس رأس الشاهنشاه نفسه فليس لأحد حق التعرض لـه)(1).وهذه إشارة إلى الاتفاقية التي عقدها الشاه مع أمريكا، ومنحت بموجبها الحصانة الكاملة للأمريكان العاملين في إيران.
وحول فتوى الإمام هذه ـ التي أقامت الدنيا ولم تقعدها ـ أفرد الكاتب عدة صفحات من الكتاب؛ لاستعراض ردود الفعل التي عمت العالم من أقصاه إلى أقصاه، والتي رافقتها ضجة إعلامية استحوذت على الدوائر السياسية، وحشد لها القرار السياسي للدول الغربية كلّ أجهزته الدعائية والمخابراتية..، وكيف أن كلّ بقعة من بقاع العالم اهتزت مع هذه الفتوى، مؤيدة أو منددة أو متحفظة... بحيث لم تبق مؤسسة أو صحيفة أو جمعية أو حاكم دولة أو اتحاد إلاّ وقال قولته في هذه الفتوى، فضلاً عن المظاهرات والمسيرات، والاشتباكات التي عمت العالم كله وسقط فيها العشرات من القتلى والجرحى!
فبعضهم وصف الفتوى بأنها تدخل في الشؤون الداخلية لبريطانيا، وهذا ما صرح به جيفري هاو يوم (16/2/1989م).
وبعضهم وصف الكاتب بأنه مثال لانفصام الشخصية، وأنه من الكتاب الّذين
__________________________________
1 ـ راجع المصدر 77.