ـ(141)ـ
ونحاول في هذا البحث تسليط الضوء على حياة العالم الفقيد المجاهد الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء قدس سره، مستلهمين من نجاحاته الباهرة في هذا الإطار الدروس والعبر الوحدوية.
الإمام كاشف الغطاء في سطور:
ولد العالم المجاهد الشيخ محمّد الحسين سنة 1294 هـ = 1877 م) في النجف الأشرف، وهو ابن الشيخ علي، ابن الشيخ محمّد رضا، ابن الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء، ابن الشيخ خضر بن يحيى بن مطر بن سيف الدين المالكي، وأسرته معروفة ترجع في نسبها إلى قبيلة بني مالك(1).
وهو أحد مشاهير علماء الإمامية، وقد بزغ نجمه علماً في حاضرة النجف العلمية، حيث عاش فيها، ودرس متلمذاً على أيدي كبار علمائها: كالشيخ محمّد كاظم الخراساني، والملا رضا الهمداني والسيد كاظم اليزدي، والميرزا حسين النوري، وغيرهم حتّى شع نوره غرباً وشرقاً، وعمت بركة علمه وسيرته ربوع دنيا الإسلام، فكان لـه باع طويل في علوم الفقه، والأصول، والتفسير، والأخلاق، والثقافة، والأدب، والسياسة، فكتب وألف الكثير في هذه المجالات والأبواب.
وما يهمنا كثيراً في بحثنا هذا كونه رحمه الله أحد كبار الدعاة لوحدة المسلمين والتقريب بين مذاهبهم، وكانت لـه مواقف مشهودة، وكتابات وأفكار ورسائل تدور في هذا المضمار.
تحركه ونشاطه من أجل التقريب:
يمثل الإمام كاشف الغطاء الحركة الهادفة والمعطاءة من أجل تثبيت دعائم الإسلام وتركيز مفاهيمه في قلوب الناس، وكان يعتصر قلبه ألما وحرقة لما يعاني منه المسلمون
__________________________________
1 ـ حسب اعتقاد الكثيرين: أن "مالك" هو: مالك الأشتر النخعي صاحب الإمام علي ـ عليه السلام ـ وانظر شعراء الغري والنجفيات علي الخاقاني.