ـ(88)ـ
حتى يصل إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ، فلا يحدث خلل في الحديث من ناحيتهم على رأي الشيعة.
وأما ما يتعلق بالرواة عنهم: ففيهم الصادق والكاذب، والثقة وغير الثقة كما هو الأمر عند أهل السنة تماماً، وعلم الرجال عند الفريقين هو العلم الذي يتكفل بتمييز الثقات عن غيرهم.
3 ـ بسبب وجود الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بين شيعتهم ما يربوا على مائتين وخمسين سنة فإن الأحاديث التي يكتبها أصحابهم كانت قد تعرض عليهم (1)؛ لتمييز الصحيح من السقيم منها، حيث كانوا يرشدون أصحابهم إليها، وقد قام الأئمة بتسمية الكذابين من الشيعة والبراءة منهم علنا(2)، لكي يجتنب الشيعة النقل من هؤلاء الوضاعين.
4 ـ إ ن هذا الموجز عن تاريخ الحديث عند الشيعة الإمامية لا يكفي للإلمام به، فقد كتبت مقالات عن سير الحديث عند الشيعة قبل الكتب الأربعة ـ الكتب التي يعتمد عليها عند الشيعة ـ باللغة الفارسية.
خامساً: قول الكاتب: (إن صحيفة علي ـ عليه السلام ـ هي أصح كتب الحديث المتداولة، حيث إنّ هذا الكتاب قد انتقل فيما بعد إلى الأئمة المعصومين... إلى آخر ما قال). وأعقب على ذلك بما يلي:
1 ـ يوجد في الروايات كتاب باسم "مصحف فاطمة" (3)، وكتاب باسم "كتاب علي" (4) وغيرها، كانت عند الأئمة ـ عليهم السلام ـ وراثة عن آبائهم، وقد بحث حولها العالم المتتبع السيد محسن الأمين في المجلد الأول من موسوعته القيمة "أعيان الشيعة" فمن أراد التفصيل فليراجع، ولا يوجد بينها كتاب باسم "صحيفة عليّ".
2 ـ قوله: (هي أصح كتب الحديث المتداولة).
هذا خلط وقع فيه الكاتب، حيث لم يميز بين ما كان عند الأئمة كمصدر لعلمهم، وبين ما تداولته الشيعة وتتداوله، فإن هذه الكتب ليس لها الآن ولم يكن قديماً أيّ أثرٍ لها
__________________________________
1 ـ المصدر السابق.
2 ـ الأنواء 25: 285.
3 ـ بحار الأنوار 26: 33 وهامش ج 28: 265.
4 ـ المصدر السابق