ـ(200)ـ
القسم الثاني من رسالة الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب
إلى سماحة الشيخ ابن باز
نظراً لأهمية موضوع الرسالة فقد ارتأت المجلة أنّ تنشر الشطر الثاني منها المتعلق بالقضية الفلسطينية.
ثانياً: أحببت الإشارة إلى مسألة أخرى لها أهميتها، وهي ما أفتيتم به بشأن مسألة فلسطين، حيث تقولون: (إنه يجب على المسلمين وعلى الدول الإسلاميّة والأغنياء والمسؤولين أنّ يبذلوا جهودهم ووسعهم في جهاد أعداء الله اليهود، أو فيما تيسر من الصلح إنّ لم يتيسر الجهاد صلحاً عادلاً يحصل به الفلسطينيون إقامة دولتهم على أرضهم، وسلامتهم من الأذى من عدو الله اليهود، مثلما صالح النبي أهل مكة، وأهل مكة في ذلك الوقت أكثر من اليهود الآن، وأن المشركين والوثنيين أكفر من أهل الكتاب، فقد أباح الله طعام أهل الكتاب والمحصنات من نسائهم، ولم يبح طعام الكفار من المشركين، ولا نساءهم، وصالحهم النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ على وضع الحرب عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض، وكان في هذا الصلح خير عظيم للمسلمين، وإن كان فيه غضاضة عليهم بعض الشيء لكن رضيه النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ للمصلحة العامة.
فإذا لم يتيسر الاستيلاء على الكفرة والقضاء عليهم فالصلح جائز لمصلحة