ـ(176)ـ
الأسلوب التقريبى
لدى العلامة السيد محمّد تقى الحكيم
الدكتور عبد الجبار شرارة
إنّ تحقيق تقارب جدي وتآلف وتفاهم واقعي يضع المسلمين في حالة من الانسجام والتوحيد بات أمراً ضرورياً للغاية، ليس لاعتباراتٍ دينيةٍ خالصةٍ فحسب، بل هو أمر تقتضيه مواجهة الأخطار الجدية التي تحبط بالمسلمين في أقطار الأرض، وانتشالهم من حالة الضعف والتردي ومن وقوعهم تحت هيمنة قوى الاستكبار العالمي.
إنّ أعداء الأمة الإسلامية حرصوا ـ ومنذ عصر الإسلام الأول ـ على خلق أسباب التناحر والتباغض، ولا أقول الاختلاف؛ لأن اختلاف الرأي أمر طبيعي لا مفر منه.
ومن هنا فلابد إذن بادئ ذي بدء من إزالة أسباب التناحر والتشاحن، ولابد من إعادة جسور الثقة وتبادل الاحترام، والتحابب والانسجام، وهذا لا يكون إلاّ بخلق تفاهيم عميق لمباني كلّ مدرسة فقهية أو كلامية، وكذلك تسليط الضوء على الأسس والأدلة التي يستند إليها كلّ فريق فيما يذهب إليه... وهكذا.
فالدعوة إلى التقريب بين المذاهب يجب أنّ تخرج عن حالة الوعظ والحماس العاطفي إلى حالة جادة بوضع برنامج واضح وعملي. وباعتقادي أنّ هذا يمكن أنّ يتمثل أول ما يتمثل بطرح موضوعه: الأصول العامة للفقه، والعقائد، والتفسير والحديث،