ـ(188)ـ
لله شهداء بالقسط] (1). [وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدين لله](2). والآيات: [ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرين](3). [ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون](4). [ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون](5). وعشرات الآيات غيرها في ذات المضمون لم تدع مجالاً للاختلاف والنقاش في كلتا القضيتين.
موضوع الثورة:
إنّ ما نحن بصدد تكريس البحث لـه هو موضوع "الثورة" وموقف المذاهب الإسلاميّة منه، و"الثورة": هي حالة خاصة يُقصد بها: عملية تعبئة الأمة لمواجهة حكام الانحراف، والدخول معهم في معركة تتجاوز حدود الوعظ والإرشاد، ولا تنسحب أمام التهديد والتخويف، وتستعد لبذل الدماء من أجل إقامة حكم الإسلام.
هذا هو ما نصطلح عليه بـ"الثورة". وهذا هو موضوع دراستنا الاستعراضية المقارنة.
إنّ قضية الدعوة إلى الإسلام تواجه توافقاً مذهبياً عاماً حينما تكون في فروض السلم، وبصياغة الموعظة والنصح للحكام، أو حينما تتجه لنشر الدين في وسط الأمة بعيداً عن نقد ممارسة الحكام المنحرفين.
نحن في هذه الفروض لا نواجه ظاهرةً اسمها "الثورة"، وبالتالي لا نواجه أي اختلاف مذهبي. وأن ما تعددت فيه الرؤى والمذاهب هو: عملية "الثورة" بما يعنيه هذا المصطلح من مواجهةٍ وعنفٍ، وبما يتطلبه من تضحيات، وبما يستبطنه من احتمالات النصر والإخفاق.
_____________________
1 ـ المائدة: 8.
2 ـ البقرة: 193.
3 ـ المائدة: 44.
4 ـ المائدة: 45.
5 ـ المائدة: 47.