ـ(186)ـ
الثورة خطاً شيعياً ليكون الاعتدال خطاً سنياً في خطة إيجابية متنوعة، وتوجيه المسألة في داخل كلّ مذهب إسلامي ـ في الجدل الداخلي ـ ليكون هناك خط تطرف وخط اعتدال؛ ليكون هناك صراع بين المتطرفين والمعتدلين على أساس الخط الفقهي في دائرة السلب والإيجاب.
إننا نعتقد: أنّ حركة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة لابد أنّ تتطور لتواكب تطور الفكر الإسلامي في معالجة التحديات الجديدة، مما قد يدور الجدل فيه بين المسلمين على أساس الاختلاف الفقهي أو الفكري في المفاهيم العامة؛ لأن ذلك هو الذي يمثل التحدي الحاد الحاسم للواقع الإسلامي كله، الذي يراد لـه أنّ يسقط تحت تأثير الضغوط القاسية من قبل الكافرين والظالمين والمستكبرين في الداخل والخارج.
فإن الحرب الجديدة ضد الإسلام والمسلمين تحولت إلى حرب متعددة الأبعاد والمواقع والأهداف، الأمر الذي يفرض على الجميع الاستعداد بكل الوسائل الفكرية والعملية على أكثر من صعيدٍ؛ ليأخذ التقريب بين المسلمين دوره الحركي الفاعل في ساحة الواقع، بدلاً من أنّ يكون مجرد حالة ثقافية تجريدية في دائرة الترف الفكري، فذلك هو الذي يطور الحركة؛ لتكون وسيلة من وسائل حركة القوة في الإسلام في خط الحرية والعدالة والوحدة.
قال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ
(تواصوا وتبارّوا وتراحموا، وكونوا إخوةً بررةً كما أمركم اللهُ عزَّ وجلَّ)
الكافي 2: 210