ـ(183)ـ
المعلومات في بعض الملامح، فيكون ذلك كله أساساً فكرياً وعملياً وروحياً لأصالة الانتماء الإسلامي في شخصية الإنسان المسلم بكل شموليةٍ وانفتاح.
إنّ مشكلتنا في الواقع الإسلامي ـ على مدى العصور ـ هي: في عدم وضوح الصورة من جهة، وتشويه بعض ملامحها من جهة أخرى، مما قد يخيل فيه ان الكافر أقرب إلى هذا المسلم من المسلم الآخر، على طريقة اليهود الّذين كانوا يتحدثون عن المشركين فيقولون عنهم: [هؤلاء أهدى من الّذين آمنوا سبيلاً] (1)، انطلاقاً من الحقد المتعصب؛ لأن الجانب المشرق من الصورة لا يملك أية فرصة معقولة في حركة العلاقات، بينما يملك الجانب المظلم كلّ الفرص في الحديث والإثارة والتأثير. وهذا ما يجب على العاملين أنّ يلاحظوه انطلاقاً من خط العدل الذي قرره الإسلام؛ ليكون متوازناً لدى الأعداء والأصدقاء كما جاء في قوله تعالى: [ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى](2). [وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى] (3).
مشروعية الثورة:
وفي نهاية المطاف، ربما كنا بحاجة إلى البحث عن ضرورة الحوار السياسي المتحرك في التحديات الكبرى التي يواجهها المسلمون في خط الصراع في داخل مجتمعهم في المشاكل المتنوعة بين الأنظمة والحركات الإسلاميّة في قضايا النظام وعلاقته بحرية العمل الإسلامي السياسي من جهة، وبالخط العام للأنظمة الحاكمة في البلدان الإسلاميّة بالاستكبار العالمي من جهة، وبالصهيونية العالمية من جهةٍ أخرى، وبالدور الفاعل للشريعة الإسلاميّة في حركة التشريع العامة، حيث يطرح
________________________________
1 ـ النساء 1: 5.
2 ـ المائدة: 8.
3 ـ الأنعام: 152