ـ(161)ـ
الإسلام
في الوعي الغربي
الأستاذ عبد الجبار الرفاعي
عودة إلى جذور تشكيل صورة الشرق والإسلام في العقل الغربي
منذ سقوط غرناطة عام (1492 م) واكتشاف أمريكا في نفس العام استطاع الغرب الأوروبي أنّ يتجاوز حدوده، ويمتد نحو مناطق نفوذ خارج كيانه الحضاري، مخترقاً مجتمعات أخرى لم تزل تعيش حياتها وتواصل تجاربها الزمنية في إطار تاريخها وتراثها الخاص، الذي كان يتقاطع بشكل واضح مع النسق الحضاري لمسار التاريخ الأوروبي.
بيد أنّ هذا الأخير كان يهدف إلى إعادة صياغة بنية تلك المجتمعات بعد تفتيت بنيتها الأولى في ضوء الوعي التسلطي، الذي ظل أسيراً لـه منذ قرون كما يقول "الفنجستون" ـ وهو من كبار المرسلين والمكتشفين في سنة (1850 م) ـ عن الشعوب المستعمرة وعن مهمتهم هنا:
(نأتي إليها لكوننا أعضاء في عرق متفوق، وخدماً لحكومة ترغب في تنشئة الأطراف الأكثر انحطاطاً في العائلة الإنسانية. نحن أصحاب دين مقدس ومسالم، ونستطيع بفضل سلوكنا المحدد ومساعينا الحكيمة الصبور أنّ نصبح رواد السلام