ـ(243)ـ
وقال تعالى: (قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض..)(1).
وقال تعالى: (الحمد لله فاطر السموات والأرض...)(2).
وقال تعالى: (قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة...)(3).
وقال تعالى: (فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً...)(4).
ومن خلال النظر في آيات المجموعتين السابقتين نرى: أن كلمة "فطر" و"فاطر" وردتا وصفاً لفعل الله تعالى الذي لا يقدر أحد من خلقه على مثله، بل يستدل في مثل هذا الفعل على وحدانيته تعالى؛ لأن فيه ما بشيء بقدرته وتفرده، وبديع صنعه، وحسن صبغته.
في البدء كان الله، ولا شيء مع الله، ولا شيء غير الله، قائم بنوره وكبريائه وحده.
استغنى بذاته عمن سواه، وافتقر إليه ما عداه، وما كان هناك سواه، ولا كان هناك ما عداه.
يقول العارفون بالله: ذكرنا الله قبل أن نذكره، وعرفنا قبل أن نعرفه، وأعطانا قبل أن نسأله، ورحمنا قبل أن نتضرع إليه... كيف نسمح لقلوبنا أن يكون فيها سواه ؟ أما كلمة "يتفطرن" في قوله تعالى: (تكاد السموات يتفطرن منه...)(5) وقوله تعالى: (تكاد السموات يتفطرن من فوقه..)(6). وكلمة "انفطرت" في قوله
تعالى: (إذا السماء انفطرت)(7). وكلمة "فطور" في قوله تعالى: (.. فارجع البصر هل ترى من فطور)(8) وكلمة "منفطر" في قوله تعالى: (السماء منفطر به...)(9)، فإنها في كل هذه الآيات تدل على عكس ما تقدم من حسن الخلق وإتقان الصنع لأنها وردت في مجال الدمار والهلاك.
روي عن الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ أنه قال: "أفضل ما يتوسل به المتوسلون: كلمة الإخلاص فإنها الفطرة، وأقام الصلاة فإنها الملة" / مجمع البيان من تفسير القرآن 1: 80 مقدمة الكتاب
__________________________________
1 ـ إبراهيم: 10.
2 ـ فاطر: 1.
3 ـ الزمر: 46.
4 ـ الشورى: 11
5 ـ مريم: 9.
6 ـ الشورى: 5.
7 ـ الانفطار: 1.
8 ـ الملك: 3.
9 ـ المزمل: 18.