ـ(231)ـ
مع مصطلح الفطرة
قسم الدراسات والبحوث
في المجمع العالمي للتقريب ـ قم
كثر استعمال مصطلح(الفطرة) في ميدان الدراسات الإسلاميّة، وقد ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى:( فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)(1).
يقول(بلو تارك) المؤرخ الأغريقي الشهير:(... من الممكن أن تجد مدناً بلا أسوارٍ، ولا ملوك، ولا ثروة ولا آداب، ولا مسارح، ولكن أحداً لم ير قط مدينةً بلا معبدٍ، أو مدينة لا يمارس أهلها عبادة)(2). وهذه العبارة القديمة صحيحة... وهي تنبئ بأن الشعور الديني أمر ينبع من الفطرة أو يعود إليها.
وفي فطرة الإنسان.. في الجزء الداخلي من روحه يوجد هذا الميل إلى العبادة.
فلقد سأل فرعون موسى سؤالاً عن الله تعالى قال: (فمن ربكما يا موسى) ؟ قال: (ربنا الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى)(3).
____________________________
1 ـ الروم: 30.
2ـ أديان العرب في الجاهلية لمحمد نعمان الجارم.
3 ـ طه: 49 ـ 50.