ـ(204)ـ
وتحدث بعد ذلك الأستاذ والشاعر النجفي السيد مصطفى جمال الدين، حيث أكد على ضرورة حل الاختلافات بين المسلمين لتحقيق وحدة ثابتة ومتينة، وقال:
(إن أهم العوامل المهددة لوحدة المسلمين هي: مسألة العصبيات المذهبية والتي يجب الابتعاد عنها)، وألقى قصيدة رائعة بمناسبة أسبوع الوحدة نالت إعجاب الحاضرين.
وتحدث الأستاذ الشيخ محمد إبراهيم الجناتي ـ عضو المجلس الأعلى لمجمع التقريب ـ حول فقه المذاهب، وقال:
إن للوحدة أبعاداً متنوعة نذكر منها بعدين:
1 ـ البعد السياسي والاجتماعي.
2 ـ البعد العلمي والثقافي، والثاني يعبر عنه بالتقريب.
وبشكل مختصر: أن الوحدة السياسية هي: وقوف المسلمين صفاً واحداً بوجه الكفار؛ كي تكون الغلبة دائماً للمسلمين على الكفار والمشركين.
وأما البعد العلمي والثقافي فإنه يتحقق باجتماع علماء المذاهب الإسلاميّة بما في ذلك: الحنفي والإمامي والحنبلي وغيرهم في مكان واحد؛ لكي يعرضوا ويبحثوا المسائل النظرية والخلافية في جو سليم وهادئ للوصول إلى الحقائق الإسلاميّة، ويدرجوا نتائج بحوثهم في نشرة خاصة، ويوصلوا هذه النتائج إلى أتباعهم من المسلمين، وهذا هو المفهوم الواقعي للتقريب.
واستمر في حديثه قائلاً:
إن مسألة الوحدة والتقريب قد تناولها منذ زمن بعيد بعض علماء السنة والشيعة، وكان سعيهم حثيثاً في هذا السبيل مثل: الشيخ محمد عبده، والسيد جمال الدين الحسيني الأسد آبادي، والكواكبي، والسيد محسن الأمين، والسيد عبد الحسين شرف الدين، والشيخ محمود شلتوت. وأما في العقود الأخيرة فكان المرحوم آية الله البروجردي والإمام الخميني ـ رضي الله عنهما ـ من المهتمين بها.
وأضاف: سيكون لمجمع التقريب دوراً مهماً حينما يسعى المسؤولون في هذا المجمع لتحقيق أهدافه، ويفلحون في إخراج الأحقاد من القلوب. وتتحقق الوحدة الإسلاميّة من قبل مجمع التقريب من خلال الأمور التالية:
1 ـ التعامل الجدي مع مسألة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة بعيداً عن الشكليات.