/ صفحه 94/
وفي ص 375 قصيدة أولها:
يا حامل الكأس ناوِلنى مشعشةً * * * لم تَقسْرِ همّاً ولا بخلا بواديها
وإثبات هذه القصيدة في قافية الياء خطأ محض، وأنما موضعها قافية الهاء. والذي قرره علماء القافية إنه إذا سكن ما قبل الهاء أصلية كانت أو زائدة أو مضاعفة لم تكن إلا روياً(1). فالأصلية كوجْه وشبْه، والزائدة نحو سجاياها، وفيه، وعليه، ولديه، والفتاة، والحياة. والمضاعفة نحو مياهها وجباهها. فهذا كله رويّه الهاء.
وفي ص 378 تكرر هذا الخطأ بإثبات نحو هذه القصيدة في قافية الياء، وهي الأبيات التي أولها:
يا خليلي أراك من شغف الحـ * * * ـب خليا وأنت تلحى عليه
فهذه في قافية الهاء لا قافية الياء.
هذه تصحيحات ظهرت لى إثر قراءة سريعة عابرة، أحببت أن أسهم بها في تقويم ديوان الشريف المرتضى. وفي الديوان كثير أمثال هذه. ومن زعم الكمال لنفسه فقد ظلم نفسه، وجلّ من لا يسهو ومن له العصمة وحده.
ومع هذا إن القارىء لهذا الديوان يرى نفسه إزاء عمل ضخم ومجهود نبيل، يستوجب صاحبه الحمد والثناء، ويستأهل الإجلال والتقدير.
ــــــــــ
(1) أنظر حاشية الدمنهورى على الكافي، ص 89.