/ صفحه 3/
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التحرير
نحمد الله تعالى ونشكره، ونصلي ونسلم على رسوله الكريم، وآله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الهداة الراشدين.
ونعاهد أمتنا الإسلامية العزيزة ـ ونحن في مطلع عامنا الثاني عشر ـ على أن نكون لها فيما نستقبل من أمرنا، كما كنا لها في ماضينا: دعاةً بالحكمة والموعظة الحسنة، معتصمين بكتاب الله وسنة رسوله، ومحبة أوليائه، ذاكرين نعمته الكبرى التي جعل بها المؤمنين إخواناً متآلفين يشعر أقصاهم بما يشعر به أدناهم، وينادى آخرهم بما نادى به أولهم: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).
* * *
لقد اتخذنا هذه الآية الكريمة شعارا لنا منذ بدأنا دعوتنا، ولم يكن ذلك عن صدفة سانحة أو بريق رأي عارض، ولكن كان عن دراسة من كتاب ربنا، عرفنا بها حقيقة أمرنا، وسر شقائنا، وسبيل شفائنا، وسلاح جهادنا وسعينا:
ذلك أن هذا الشعار القرآني العظيم، قد أتْبع بآيتين كريمتين، في أولاهما بيان تبيان تبيناه، وفي الأخرى وعد تلقيناه.
فأما البيان الذي تبيناه; فقوله تعالى بعد آية الشعار: (وتقطعوا أمرهم بينهم كلٌّ إلينا راجعون).
إننا رأينا في هذه الآية تنبيها واضحاً إلى الموازنة بين حقيقة هذه الأمة القائمة على التوحيد والوحدة، وواقعها الذي انتهت إليه من الفرقة والقطيعة، فكأنما سمعنا صوت السماء ينادينا أن نعود إلى وضعنا الطبيعي في الحياة، وموقفنا الفطري من الله، الذي هو ربنا ولا رب لنا سواه، فنتلاقي على عبادته، كما تلاقينا على ربوبيته، وكما سوف نتلاقي في الرجوع إليه، فعرفنا من هذا البيان الموجز: من نحن، وما سر شقائنا، وما السبيل إلى بُرئنا من دائنا؟