/ صفحه 152/
منطق الطير:
قال الثعلبي والبغوي وغيرهما في قول سليمان (عليه السلام) ((... علَّمنا مَنْطِقَ الطير)):
إنما سمي صوت الطير منطقاً، لحصول الفهم به كما يفهم من كلام الناس.

توكل الرسول:
قال أبو ثور: سمعت الشافعي يقول: نزّه الله نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ورفع قدره فقال: ((وتوكل على الحيّ الذي لا يموت)).
وذلك أن الناس في التوكل على أحوال شتى: فمتوكّل على نفسه، أو على ماله، أو على جاهه، أو على سلطانه، أو على صناعته، أو على نحلته، أو على الناس وكل مستند إلى حي يموت، أو إلى ذاهب يوشك أن ينقطع، فنزّه الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك، وأمره أن يتوكل على الحي الذي لا يموت!

جوهر التوكل عند الصوفية:
قال أبو طالب المكي: اعلم أن العلماء بالله ـ تعالى ـ لم يتوكلوا عليه، لأجل أن يحفظ عليهم دنياهم، ولا لأجل تبليغهم رضاهم ومردهم، ولم يشترطوا عليه حسن القضاء بما يحبّون، ولا ليبدّل لهم جريان أحكامه عما يكرهون ولا ليغيّر لهم سابق مشيئته إلى ما يعقلون، ولا ليحول عنهم سنته التي قد خلت في عباده من الابتلاء والامتحان الاختبار، بل هو ـ جل وعلا ـ أجلّ في قلوبهم من ذلك، وهم أعقل عنه وأعرف به من هذا، فلو اعتقد عارف بالله أحد هذه المعاني مع الله في توكله، لكانت عليه كبيرة توجب عليه التوبة، وكان توكله معصية، وإنما أخذوا أنفسهم بالصبر على أحكامه كيف جرت، وطالبوا قلوبهم بالرضا على قضائه كيف جرى!

أخذ الفأل من المصحف:
جزم الإمام القاي أبو بكر بن العربي بتحريم أخذ الفأل من المصحف، ونقله القرافي عن الإمام أبي الوليد الطرطوشي.
وقد أقره وأباحه ابن بطه من الحنابلة.