/صفحة 43 /
وفيه وفي أخيه أبوجهل يصدق قول الشاعر:
أبوك أبى والجد لاشك واحد *** ولكننا عودان: آس وخِروَع
خادم الرسول:
أقبلت أم أنس ابن مالك الأنصارى به على الرسول -صلوات الله وسلامه عليه - وهو ابن ثمان سنين حين قدم المدينة، فحدمه إلى أن لحق -عليه الصلاة والسلام - بالرفيق الأعلى، وقد دعا له بقوله: اللهم "ارزقه مالا وولداً وبارك له".
قال أنس: فإنى لمن أكثر الأنصار مالا وولداً.
وأخبروا: أنه خرج من صلبه إلى وقت قدوم الحجاج البصرة بضعةٌ وعشرون ومائة من الأولاد:
ويقول الحرمازى: ثلاثة من أهل البصرة لم يموتوا حتى رأى كل واحد منهم من صلبه مائه ولد ذكر، وهم خليفة بن بدر، وأبو بكرة، وأنس بن مالك. وقد عمر أنس طويلا، وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابه.
يوسف هذه الأمامة:
كان عمر يقول: جرير بن عبدالله البجَلى ّ: يوسف هذه الأمة: لحسنه. وقال فيه الرسول -عليه الصلاة والسلام -: "على وجهه مَسحة ملَك". وقال له: "ياجرير أنت امرؤ حسن الله خَلْقك، فحسّن خُلُقك".
وهذه دعوة من الرسول إلى جمال الباطن بجمال الظاهر.
وكان جرير طويلاجداء حتى كانت نعله تبلغ ذراعا !
وكان يخضب لحيته ليلا بالزعفران، ويغسلها إذا أصبح فتخرج مثل لون التبر.
شبيه جبريل:
هو دحية الكلبى، كان يشبّه بجبريل -عليه السلام -لجماله وحسنة.