/صفحة 415/
وجماهير العامة ـ للأسف الشديد ـ ضحايا لتكاذب متبادل لا أساس له ويوم ينكشف الغطاء عن الحقيقة فسيحزن كثيرون لما أرسلوا من أحكام، وأططلقوا من عبارات. .
والمستشرق "جولد تسيهر" معذور فيما كتب عنا، فقد خيّل إلى أننا مولعون بالاختلاف لغير سبب قائم، ومولعون بالفرقة لغير خصام دائم. .
وإذا كان الأوائل قد جنوا الحنظل من هذا المسلك، فما حرصنا نحن على لتمسك به؟؟
جاءنى رجل من العوام مغضبا، يتسائل: كيف أصدر شيخ الأزهر فتواه بأن الشيعة مذهب إسلامى كسائر المذاهب المعروفة؟ فقلت للرجل: ماذا تعرف عن الشيعة؟ فسكت قليلا ثم أحاب: ناس على غير ديننا!، فقلت له: لكنى رأيتهم يصلون ويصومون كما نصلى ونصوم!! فعجب الرجل، وقال: كيف هذا؟: قلت له والأغراب أنهم يقرءون القرآن مثلنا، ويعظمون الرسول، ويحجون إلى البيت الحرام. . !!
قال: لقد بلغنى أن لهم قرآنا آخر، وأنهم يذهبون إلى الكعبة كى يحقروها فنظرت للرحل راثيا. . وقلت له: أنت معذور؟ إن بعضنا يشيع عن البعض الآخر ما يحاول به هدمه وجرح كرامته، مثلما يفعل الروس بالأمريكان، والأمريكان بالروس كأننا أمم متعادية لا أمة واحدة.
لا أنكر أن هناك خلافا نشب بين بعض العلماء والبعض الآخر، بيد أن ذلك لا يسوغ نقله إلى ميدان الحياة العامة ليقسم أمتنا ويصدع حاضرها ومستقبلها.
وهب ذوى الأغراض أو ذوى البلاهة صنعوا ذلك قديماً، فلحساب من يستبقى هذا الشر؟ وتانى الأمة كلها ويلاته، بل لحساب من يستبقى هذا الشر حتى يجىء من الأجانب من يقول هناك إسلام سنى وإسلام شيعى!!
جزى الله العاهل الفارسى "نادر شاه" على جهاده لجمع الكلمة ولمّ الشمل، غير