/صفحة 401/
شبه بعض القدماء العقل الغريزى بالبدن، وشبه المكتسب بالغذاء. وكما أن الغذاء لا يستحيل إلا بالأبدان المحيلة له، ولا ينفع إلا بحصوله فيها، فكذلك العقل المستفاد لا يتم إلا بالعقل الغريزى.
أقول: وهو قريب من قول الآخر: "ولا ينفع مصنوع إذا لم يك مطبوع"
من رقائق التصوف:
يقول أبو زكريا بن معاذ الرازى: الجوع للمريدين رياضة، وللتائبين تجربة، وللزهاد سياسة وللعارفين مكرمة.
الوحدة جليس الصديقين، والفوت أشد من الموت لأن الفوت انقطاع عن الحق والموت انقطاع عن الخلق.
الزهد ثلاثة أشياء: القلة والخلوة والجوع، ومن خان الله في السر، هتك ستره في العلانية.
الكلام الحسن حسن، وأحسن من الكلام معناه، وأحسن من معناه استعماله، وأحسن من استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رضاء من يعمل له.
حقيقة المحبة ألا تزيد بالود ولا تنقص بالجفاء. من لم يكن ظاهره مع العوام فضة، ومع المريدين ذهبا، ومع العارفين درا وياقوتا، فليس من حماء الله المريدين.
ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال: إن لم تنفعه فلا تضره، وان لم تسره فلا تغمه، وإن تمدحه فلا تذمه.
أجوبة الصالحات:
تبع رجل امرأة جميلة الوجه، حسنة القوام، دعجاء العينين، ترفل في ثياب بيض. فلما دنا منها قال لها: لو لا ما عليك من سيماء الخير لم أتبعك!!
فضحكت المرأة حتى استندت إلى الحائط!! ثم قالت له: إنّما يمنع مثلك من اتباع مثلى والطمع فيه، ما يرى عليه من سيماء الخير; فأما إذ صارت سيماء الخير هي