/صفحة 399/
التواتر لا يتقيد بالعدل والإيمان:
يقول قدامة بين جعفر: التواتر دليل الصدق إذا وجد، وليس هذا في أخبار العدول دون الفساق ولا المؤمنين دون الكفار، ولكنه في أخبار الجماعة كلها. ولو كان لا يقبل من التواتر إلا ما أتى به أهل الإيمان، لم يكن لأحد من المخالفين علوم ينقلونها، ولا أخبار يرثونها.
أقول بهذه المناسبة ـ: إن إنسانا جامد القريحة متخلفا عن قافلة عصره، قال لى. إنه لا يصدّق بوصول الصاروخ الوسى إلى القمر!! لأن الكفار لا تصدّق أخبارهم!!
فقلت له: ولكن إما المسلمين الأستاذ الأكبر الشيخ "محمود شلتوت" يؤمن بذلك، ويود لو كان شابا ليزور القمر.
فأجاب ـ ووجهه عابس باسر: لكم دينكم ولى دينى.
ودين مثل هذا هو الذي أخر المسلمين، وصوّر ديننا الحنيف بصورة الجمود وهو منه براء، لا أكثر الله من أمثاله في المسلمين!!
العترة النبوية:
دخل أبو زكريا الرازى على بعض العلويين ببلخ زائرا له ومسلما عليه.
فقال له العلوى: أيد الله الأستاذ، ما تقول فينا آل البيت؟
فقال: ما أقول في طين عجن بماء الوحى، وسقى بماء الرسالة، فهل يفوح منه إلا مسك الهدى، وعنبر التقى؟!!
فحشا العلوى فاه درا!! ثم زاره من الغد، فقال الرازى: إن زرتنا فبفضلك، أو زرناك فلفضلك، فلك الفضل زائرا ومزرورا!!
أقول لعل هذا القول البليغ مأخوذ من قول الشافعى ـ رضى الله عنه ـ فقد قيل له: إنك تكثر من زيارة تلميذك أحمد بن حنبل.
فأجاب بديها: