/صفحة 3/
بِسم اللهِ الرَحْمنِ الرَحيمْ
كلمة التحرير
بسم الله القوى ِّالعزيز، وعلى عَهدنا اللاى عاهَدْنا عليه ربَّنا وأمتَنا;نبدأ العقدَ الثاني من حياة هذه المجلة المباركة الراشدة التي نَهجت ْفي الإسلام نَهجا"سديدا"، وسعت في المسلمين سعيا"حميدا": تَهدى بأمر الله، وتدعو بالتي هي أحسن، للتي هي أقوم "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا"و قال إنني من المسلمين، ولا تستوى الحسنةُ ولا السيئةُ، ادفع بالتي هي أحسن ُفإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولى ٌ حميم، وما يلقَّاها إلا الذين صبروا، ومايُاقَّاها إلا ذو حظ عظيم".
كل ُّ يوم مرَّ بنا كان لنا فيه عبرة، وكان لنامنه تجربة، سواءٌ في ذلك الأيام ُالتي رضيناها، والأيام التي كرهناها، بل لقد علمتنا التجارب أن نحب َّ الأيام التي كانت علَينا، كما نحب ُّالأيام التي كانت لنا، فإن الخير والشر كلاهما للناس صِقال وجِلاء، وإن الذي يَثبُت ُعلى النضال من بعد ضَراَّء مَسَّته ;لأحق ُ بالتهنئة ممن لم يُمس َّ إلا بالخير والنعيم.
فإن تكن الأيام ُفينا تَبدَّلت ْ *** بنْعَمى وبُؤسَى، الحوادث ُتَفعل ُ
فما ليَّنَت منا قتاةً صليبةً *** ولا ذلَّلتْنا للذي ليس يَجمُلُ !
إن التقريب الذي نهض على كواهل رجال آمنوا به، ونافحوا عنه، والذي كان بعض الناس ينظرون الناس ينظرون إليه على أنه فكرة برَّافة، أو دعوةٌ خلابة أو جذابة;قد أصبح بعد هذه السنوات العشر وعيا"في صميم أفكار المسلمين، وركنا"أساسيا"في كل فكرة تقدمية، وهدفا" لكل جماعة أو هيئة إسلامية.