/صفحة 279/
رأي في تأويل فواتح السُور
للأستاذ عبد الوهاب حموده
ـــــ
ذكرنا في مقالنا السابق رأي العالم الكبير السيد محمد علي الهندي يرد فيه على ما ذهب إليه الأستاذ نصوح طاهر الفلسطيني في موضوع هذه الافتتاحات.
والآن ننتقل إلى الحديث عن ورود استعمال هذه الأحرف المقطعة في اللغة العربية:
إن أسلوب استعمال الحروف المقطعة في القرآن الكريم لم يكن حديثاً في الأسلوب الأدبي بل هو موجود في كثير من اللغات وقد ألف الناس استعماله في غير ما حرج للدلالة على المعاني التي يقصدونها.
واللغة العربية ليست بدعاً من اللغات. أما ما قاله قوم هي سر الله في القرآن وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه ولا يجب أن نتكلم فيها ولكن نؤمن بها وتمر كما جاءت فقول غير مقبول.
ذكر أبو حيان في تفسيره " البحر المحيط" :
" قال الجمهور بل يجب أن يتكلم فيها وتلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها" .
" قال ابن عطيه والصواب ما قال الجمهور فتفسير هذه الحروف ونلتمس لها التأويل لأنا نجد العرب قد تكلمت بالحروف المقطعة نظماً ووضعاً بدل الكلمات التي الحروف فيها كقول الشاعر:
قلت لها قفي فقالت قافْ لا تحسبنا قد نسينا الإيجاف
أراد قالت وقفت" .