/ صفحه 222/
رجاء من التقريب
إلى الكتاب والباحثين
ـــــ
1 ـ نرجو من الكتاب الاسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، وأن يتصور أمامه حالة المسلمين وما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس والشقواء ما نتج عن تسمم الأفكار وآثار تساعد على انتشار اللادينية والإلحاد.
2 ـ ونرجو من الباحث المحقق ـ إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية ـ أن يتحرى الحقيقة في الكلام عن عقائدها، أو لا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، وأن يتجنب الأخذ بالشائعات وتحميل وزرها لمن تبرأ منها، وألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.
3 ـ ونرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هي أحسن، وألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا له سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، واجدى عليهم، وأحفظ للمودة بينهم وبين إخوانهم.
4 ـ من المعروف أن " سياسة الحكم والحكام " كثيراً ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين وأثارت الخلافات لا لشيء إلا لصالح الحاكمين، وتثبيتاً لأقدامهم، وأنهم سخروا ـ مع الأسف ـ بعض الأقلام في هذه الأغراض، وقد ذهب الحكام وانقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، وتعمل عملها فعلينا ان نقدر ذلك، وأن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر والحيطة.
* * * * * *
وعلى الجملة نرجو ألا يأخذ أحدٌ القلم، إلا وهو يحسب حساب العقول المستنيرة، ويقدم مصلحة الإسلام والمسلمين على كل اعتبار.