/ صفحه 149/
الحب وغير الحب في ذلك سواء إنه مبدأ يريد الإسلام إقامته ولا يقبل فيه شفاعة الشافعين ولو تراخي فيه أولان لما قامت له قائمة ولذلك سمع أسامة التقريع: أتشفع في حد من حدود الله؟!.
وسمع الناس: ـ من أوعز بالشفاعة ومن لم يوعز ـ، أن ما تدعون إليه من التفرقة بين الشرفاء والوضعاء أمام الشريعة مهلك للأمم ولن آتيه، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
وأراد الإسلام أن يسوي بين الناس في تولي المناصب العامة ويجعل للضعفاء حقاً في الولاية كما للأقوياء ولم يخل هذا أيضاً من نكير وعلاج وجهاد.
ولى رسول الله صلي بلالا الآذان فلما فتح الله عليه مكة أذن في الكعبة فقال بعض أهل مكة أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود يؤذن له فأنزل الله تعالى: " يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ".
وولى أسامة بين زيد قيادة الجيش الذي بعثه إلى فلسطين قال ابن اسحاق وبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين فتجهز الناس وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون قال ابن هشام وهو آخر بعث بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وأسامة هو ابن زيد الذي أعتقه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتبناه.
ولى أسامة القيادة ومعه المهاجرون الأولون ليعتاد المسلمون المساواة في المناصب فلا يمنع منها نسب ما وجدت الكفاية وقد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن ينفذ البعث فأنفذه خليفته أبو بكر ولم يغير البعث ولا القيادة واستأذن أسامة في تخلف عمر لحاجته إليه فأذن له وخرج يودع الجيش وهو ماش وأسامة راكب فقال أسامة يا خليفة رسول الله إما ركبت وإما نزلتُ