/ صفحه 109/
وقد اختمرت في رأسه فكرة التقريب بين المسلمين منذ شبابه حتى إذا سمع بدعوتها أول نشأتها خف إليها يؤيدها وينصرها ويدعو لها، ويزكيها، ويفخر بالانتساب إليها، وظل على عهده ذاك إلى أن رفعه الله إليه، ونحن نثبت هنا فقرات من آخر كتاب أرسله قبيل إصدار هذا العدد إلى العلامة، صاحب السماحة السيد محمد التقي القمي، السكرتير العام لجماعة التقريب.
قال رحمة الله تعالى:
" نصحتم ـ شهد الله ـ لله، ولكتابه عزوجل، ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولأئمة المسلمين، ولعامتهم، ومخلصين بنهضتكم هذه، هاجرتم في سبيل الله، وجاهدتم في تحقيق وحدة المسلمين، فكان لكم اجر المهاجرين المجاهدين، ثم كان لكم هذا الفوز المبين.
" فهذه " رسالة الإسلام " تشرفون على تحريرها وإصدارها مع بطل من أبطال الفكر والعلم والجهاد وحسن البلاء، هو العلامة الدراكة الشيخ محمد محمد المدني، في نفر من قادة الرأي في أمتنا الناهضة، نعم هي خير رسالة لخير حملة، ترسل من نورها فيتبلغها المسلمون ويبلغونها رافعة الصوت، ثاقبة الفكر، بعيدة الغور، وهؤلاء السادة القادة علماء الأزهر الأنور، ومن إليهم من حكماء الأمة وزعمائها، يحملون هذا اللواء بأيد أمينة قوية، يدفعهم للهدف الأسمى: النصح لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثم هذا هو " المختصر النافع " لتفاصيل رسالة التقريب، هذا هو يتهادي بين صفوف المؤمنين، يشير بأفصح بيان إلى الثروة الفكرية التي استقى منها مؤلفه ـ أعلى الله مقامه ـ مادته وأحكامه.
وقد كتبت لفضيلة العلامة المجاهد الشيخ أحمد حسن الباقوري، أشكر له ولكم تقديم هذه الخطوة العملية إلى المسلمين بتينك المقدمتين، تتفجر البلاغة من بين سطورهما، وينطق الاخلاص في كل كلمة من كلماتها، وحقا إن لرجال التقريب عامة، وللشيخ الباقوري خاصة، الشكر لمساعيهم كلها عامة، ولطبعهم فقه الامامية خاصة.