/ صفحه 364/
الله والإنسان
لحضرةصاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد جواد مغنيه
رئيس المحكمة الشرعية الجعفرية العليا ببيروت
قرأت كتاب ((الله والإنسان)) للأديب المصري مصطفى محمود، ثم قرأت في مجلةروزاليوسف عدد إبريل سنة 1957 أن الحكومة المصريةصادرت هذا الكتاب، وكان قد وصل منه إلى لبنان عدةنسخ تلقفها القراء من المكاتب قبل أن تستقر في واجهاتها، لأن الإخراج جيد، والموضوع شيق، والبيان ساحر، والثمن عشرةقروش.
أما مصادرة الكتاب فلأنه أحدث ضجةكبرى في مصر وغيرها، حيث أنكر المؤلف وجود الله، وطعن في الأديان.
قال: إن الله لا وجود له في الواقع، وإنما هو فكرة في أذهان المؤمنين به، ونحن نوافق الكاتب كل الموافقة إذا أجابنا عن الأسئلة التالية:
السؤال الأول: هل في الكشوف العلمية ما يدل من قريب أو بعيد على عدم وجود الخالق؟! هل هناك عالم واحد اكتشف في مختبره وآلاته وأدواته أن الله غير موجود، كما يكتشف الطبيب مكروب السل والملاريا في جسم المريض؟!
هل هناك مخترع واحد وضع تصميمه على أساس نظريةالإلحاد، بحيث لو وضعه على أساس الإيمان بالله لفشل التصميم، واستحال أن يتوصل إلى شيء؟!
ثم هل العلماء المكتشفون، والعباقرةالمخترعون قديما وحديثا كلهم ملحدون؟! ولقد قرأت فيما قرأت أن انيشتين قال: ((إن بصيرتنا الدينيةهي المنبع، وهي الموجه لبصيرتنا العلمية، وما نطق أنيشتين بهذه الحقيقة إلا لانه بلغ من العلم مبلغا لم يرق إليه أي عالم أو مخترع سواه.