/ صفحه 331/
أنباء وآراء
المختصر النافع في فقه الإمامية:
الحديث عن هذا الكتاب ذو شجون، فقد عرف القراء أن ((وزارة الأوقاف)) المصرية قد عنيت بإخراجه في طبعة أنيقة مجلدة، وعاونتها على هذا الإخراج لجنة ضمت بعض أعضاء اللجنة الثقافية لدارالتقريب، لتحقيق نصه، وضبط كلماته، والتعليق عليه بعد مراجعة أصوله للمؤلف وغيره من كبار علماء الإمامية، وأن هذا الكتاب كان موضع تنافس أهل العلم، كلهم يحرص على الاطّلاع عليه واقتتنائه، وأن ((وزارة الأوقاف)) و((دار التقريب)) كانتا - ومازالتا - تتلقيان مئات الطلبات من الجهات العلمية، ومن الأفراد والجماعات، ومن المكتبات، وكلها تعبر عن رغبة ملحة في الحصول على نسخة أو نسخ من هذا الكتاب.
وقد عنيت ((دار التقريب)) أن ترقب الفكري الذي أحدثه نشر هذاالكتاب الشيعي الإمامي في البيئة السنية التي يقوم فيها الأزهر الشريف، فلمست أن هناك روحا جديدا - والحمدلله - يرفرف على الأوساط العلمية، هو روح السماحة والزهد في التعصب والرغبة في القراءة والإقبال على معرفة الآراء الفقهية التي هي ثمرة اجتهاد ونظر وعلم وبحث ورواية لعلماء من صفوة المسلمين في مذهب يعد أتباعه بعشرات الملايين، ولا يقلون عن أنباع المذاهب الأخرى في مختلف البلاد الإسلامية، ولكن هذا المذهب كان مجفوا جفوة الغريب، مجهولا جهالة البعيد، ولطالما لقي ألوانا من هذه الجفوة في مختلف عصور التاريخ تحقيقا لأهواء سياسية، أو تعصبات مذهبية، أما الآن فقد أصبح المسلمون أصحاب وعي جديد، وأصبحت العقلية الإسلامية حريصة أشد الحرص على أن تقرأ وتستوعب وتدرس وتأخذ من كل شيء بأحسنه، فلم يعد من الممكن بعد اليوم أن توضع حواجز، أو تقام حجب.