/ صفحه 266/
من زلات المستشرقين
للأستاذ عبد الوهاب حموده
-3-
من زلات المستشرقين خوضهم في نقد أسلوب القرآن واجتراؤهم بالحكم على بلاغته وأسرار فصاحته، ومن لهم بهذا القدر من اللغة، والدرجة من التذوق، وهم الأجانب الأعاجم والغرباء البعداء.
وهل ينتظر إنسان من أجنبي لم يتفيأ البيئة العربية، ولم تتعود أذناه جرس اللغة العربية إلا من بعض ألفاظ تلقفها من هنا أو هناك، أن يستطيع الحكم على كتاب الله الذي هو الآية الكبرى من الإعجاز، والذي أنزله بلسان عربي مبين، وتحدى به قريشا والعرب كافة، وهم من هم في الفصاحة والبلاغة، فقال جل من قائل:
((وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين)).
فما ذا استطاع العرب جميعا أن يفعلوه؟ لم يتقدم أحد لمطاولة القرآن ومحاكاة أسلوبه، وكان ذلك العجز اعترافا صريحا منهم بصدق آية الرسول الكبرى.
وهل أتاك حديث عمر بن الخطاب حين ذهب ليقتل أخته وزوجها لأنهما صبآ، فما كاد يسمع منها قوله تعالى: ((طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)) - إلى آخر الآيات - حتى أحس بقوته القدسية التي لا يقوى على صدها، ودخل الإيمان قلبه، فذهب إلى الرسول فبايعه.
وهذا الوليد يقول - وهو من فحول العرب، وذوى أحلامها، والمتصرفين في فصاحتها، جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: اقرأ على شيئا من