/ صفحه 162/
التعبئة الروحية
للدكتور محمد البهي
الشرق الإسلامي يخوض الآن غمار حرب عنيفة، هي حرب أعصاب في شتى النواحي: في الاقتصاد، في السياسة، في الثقافة، في غيرها.
وهذه الحرب تقتضي أن يكون المواطن فينا معدا إعدادا قويا للكفاح، ولتحمل النزال مدة طويلة لأن أعداءه الذين انفقوا عشرات السنوات في الدسائس والمكر والتوجيه المغرض، لتيسير استغلال منقطة الشرق الإسلامي، بما فيها من إمكانيات بشرية، وثروة اقتصادية هائلة - ليس من السهل أن يترك مجال الصراع في لحظة أو لحظات، أو بعد إخفاقه في محاولة، أو حتى بعد إخفاقه في عدد محاولات.
إنها إذن حرب طويلة، ومريرة، لا يصح أن تقابل منا بالحماس الوقتي ضدها، بل يجب أن تقابل بالاعداد القوي الهادئ لمواجهتها.
فلاعداد القوي الهاديء لمواجهة خصم عنيد، متفوق في الإمكانيات الآلية والاقتصادية، وفي الصلات السياسية التي يرتبط بها مع كثير من الدول التي لا تزال تتأثر بنفوذه، هو إذن موضوع هذه التعبئة:
إعداد المواطن الصالح:
الإعداد القوي الهاديء للمواطن الصالح الذي يعرف بلاده، والذي يجب أن يعرف ما لها من ماض، وما بها من إمكانيات، وما فيها من خطوط رسمت أو ترسم لقيام حياة إنسانية كريمة له ولمواطنيه - هذا الإعداد يعتمد إلى حد كبير على