/ صفحه 277/
الشاعرين دفعهما إلى غمط الحقيقة واختلاق المعايب، والثاني: لأن أبويه ينتسبان لخندف، فالنسب العالي عنده ما ارتفع اليهما.
أما الاخطل التغلبي الربعي فإنه موزع الثورة، فكان يرغم على أن ينال من من قيس حيناً، ومن خندف حيناً آخر، وربما تناول الشعبين، وإن كان الفرزدق عنده أثيرا، فالصداقة الشخصية لا تطغي عليها العداوة العامة العصبية، وصدق الفرزدق في هذه الحكمة:
وكل رفيقي كل رحل وإن هما تعاطى القنا قوماهما: أخوان
هؤلاء الشعراء الثلاثة ومعاصروهم أفرطوا في التمسك بأصولهم القديمة العهد، فرددوا في أشعارهم خندف وقيساً وبطونهما لأي داع، وما أكثره في حسبانهم، ولا يجمل الاستكثار من أمثلة في ذلك، فلأقتصر على قليل كنموذج يكشف عما وراءه على نمطه تماما للفحول من الشعراء.
أبرز الشعراء في هذه الحلبة:
لعل أكثر الشعراء تعلقاً بالمفاخرة بها هؤلاء الثلاثة: جرير، والفرزدق، والأخطل، وسأذكر نبذة عن كل منهم:
جرير:
طالما مجد خندف واستنصرها واستظهر بها، وأكثر مواقفه التي احتمى فيها بخندف كانت ترتبط للمناسبات مع هؤلاء الثلاثة: الفرزدق والأخطل والراعي فان هؤلاء أقضوا مضجعه، وتوافروا على الفتك به بكل ما أوتوا من قوة عشيرة وبسطه مال وسلاطة لسان، لكنه لم تلن لهم قناتة وكان الجزاء لهم منه أوفى.
يقول للأخطل مع النيل من قبيلته تغلب من قصائد طويلة، نذكر منها ما يختص باسم القبيلة فقط:
ستعلم أن أصلي خندفي حبالي أفضل الحسب الكريم
نزلت بفرع خندف حيث لاقت شؤون الهام مجتمع الصميم
ـــــ