/ صفحه 163/
وأما بنوة خندف لها فأكثر المصادر الوثيقة على نسبتها لهما، يقول ابن هشام في السيرة: " خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة " وفي شرح الروض الأنف للسهيلي: " واسمها ليلى وأمها ضرية بنت ربيعة بن نزار " (1).
وقد نقل البغدادي للمناسبة في شرح شواهد شرحي الشافية، الشاهد التاسع والأربعين بعد المائة هذين النصين عن ابن هشام والسهيلي.
والذي يثير العجب والاستغراب أن البغدادي نفسه في خزانة الأدب الشاهد الرابع بعد الخمسمائة نقل عن ابن هشام أن خندف بنت الحاف بن قضاعة، بحذف أبيها وإضافتها إلى جدها.
وفي يقيني أن ذلك مما سها فيه الكاتب أو الطابع، إذ ليس بمعقول ذلك الاختلاف الجوهري في الأبوة مع اتحاد المصدر المنقول عنه في الموطنين، ومع اتحاد الناقل فيهما.
وأعجب من ذلك وأغرب ما ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد إذ قال: " وأمهم خندف وهي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة " (2).
لأنه جعلها ابنة أخيها، ولا يسمح بمثل هذا في عرف الأنساب، فالبنوة للجد على رواية البغدادي في الخزانة تستساغ لأن الجد أب أعلى، أما البنوة للأخ فلا عهد بها في المتعارف أبدا ـ وقد جرى المجد في حلبة ابن عبد ربه إذ قال القاموس مادة (الخندوف) ما نصه: " وأمهم خندف وهي ليلى بنت حلوان ابن عمران " ـ ولعل هذين النصين كانا مرجعي المرصفي فاتبعهما دون تفتيش وتحر، إذ قال في رغبة الآمل على الكامل: " خندف لقب ليلي بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة " (3).
على أنه مما يعد حسنا لهذه النصوص الثلاثة التي أقحمت أخا خندف: حلوان

ــــــــــ
(1) الروض الأنف ج 1 ص 61 مطبعة الجمالية.
(2) العقد (أنساب مضر) ج 3 ص 338، طبع لجنة التأليف والترجمة والنشر.
(3) الكامل شرح الرغبة ج 3 ص 42.