/ صفحه 161/
من أن حركة النهضة العلمية اليمنية ذات الحرية الفكرية قد سبقت غيرها في سائر أقطار العالم العربى من هذه الناحية، والان سل التاريخ واخبرنى واسأل الاسفار وانبئني. سل التاريخ هل احتفظ بكتاب من كتب الدين التي ألفت في العصر العثمانى يماثل كتاب (العلم الشامخ) استفلالا واجتهاداً وحرية وانصافاً، سل الاسفارالتي ألفت في هذا العصر الراكد هل يوجد فيها كتاب دينى يقول مؤلفة مثلما قال مؤلف العلم الشامخ (اللهم أنه لا مذهب لى الا دين الاسلام فمن شمله فهو أخى وصاحبى) وغير ذلك مما في هذا الكتاب الجليل، لو كانت الاسفار تستطيع أن تجيب أو لو كان التاريخ يستطيع أن يتكلم لماكان الجواب الا سلبياً، ولنادى الجميع بأعلى صوت اللهم لا، اللهم لا هذا هو (العلم الشامخ في ايثار الحق على تقليد االاباء والمشايخ).
وأظن أن الذين لم يقدروا المقبلى حق قدره لم يطلعوا على كتاب من كتبه النافعة كهذا الكتاب الذي عرضته، والذي ما هو الا قطرة من بحر علم هذا العالم الكبير، ونور واحد من أنوار شمس حرية فكر هذا المجدد العظيم، أو لعلهم اطلعوا على بعض من تلك الكتب النافعة، ولكنهم كانوا في نفس الوقت جامدين غافلين لم يخلعوا أغلال التقليد من أعناقهم ولاكانوا على جانب عظيم من التسامح المذهبى.
فهذا مثال من أمثلة حركة العلوم الدينية في اليمن في أواخر القرن الحادى عشر وهي تمثل الحرية الفكرية من معنى واذا لم يكن هذا اجتهاداً مطلقاً فما في الدنيا اجتهاد والمقصود هو هداية المنصف لا مجادلة المتعسف وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.