/ صفحه 141/
لهم الاجتماع لها، ولا كانت فى زمن الصديق رضى الله عنه، ولا أول الليل، ولا هذا العدد الخ. وفى تحفة البارى وغيره من شروح البخارى مثله فراجع.
وقال العلامة أبو الوليد محمد بن الشحنة حيث ذكر وفاة عمر فى حوادث سنة 23 من تاريخه - روضة المناظر -: هو أول من نهى عن بيع أمهات الاولاد وجمع الناس على أربع تكبيرات فى صلاة الجنائز، وأول من جمع الناس على امام يصلى بهم التراويح. الخ. ولما ذكر السيوطى فى كتابه - تاريخ العلماء - أوليات عمر نقلا عن العسكرى(1) قال: هو أول من سمى أمير المؤمنين، وأول من سنّ قيام شهر رمضان - بالتراويح - وأول من حرم المتعة وأول من جمع الناس في صلاة الجنائز علد أربع تكبيرات. الخ. وقال محمد بن سعد َ حيث ترجم عمر فى الجزء الثالث من الطبقات ـ: وهو أول من سن قيام شهر رمضان ـ بالتروايح وجمع الناس على ذلك، وكتب به الى البلدان، وذلك فى شهر رمضان سنة أربع عشرة، وجعل للناس بالمدينة قارئين قارئاً يصلى التراويح بالرجال، وقارئاً يصلى بالنساء. الخ...
وحسبنا فى حكمة عدم تشريع الجماعة فى سنن شهر رمضان وغيرها: انفراد مؤديها - جوف الليل فى بيته - بربه عز وعلا يشكو اليه بثه وحزنه، ويناجيه بمهماتة مهمة مهمة حتى يأتى على آخرها ملحاً عليه، متوسلا بسعة رحمته اليه، راجياً لاجئاً، راهبا راغباً منيباً تائباً، معترفاً لائذاً عائذاً، لا يجد ملجأ من الله تعالى الا اليه، ولا منجى منه الا به.
لهذا ترك الله السنن حرة من قيد الجماعة ليتزودوا فيها من الانفراد بالله ما أقبلت قلوبهم عليه، ونشطت أعضاؤهم له، يستقل منهم من يستقل، ويستكثر من يستكثر، فانها خير موضوع، كما جاء فى الاثر عن سيد البشر. أما ربطها بالجماعة فيحد من هذا النفع، ويقلل من جدواه.