/ صحفة 88 /
للموضوع علمياً، وشغل القراء به، ولكننا ننقل ذلك ليرى القراء مدى الاسراف في قول الكاتب (لا يحل لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يزعم ايمان أبي طالب حقا).
4 ـ ونقطة أخرى أثارها الكاتب وعالجها علاجا عجيبا، ذلك أنه يقول (ولا حجة لمن يزعم ايمانه من الرافضة وغيرهم متمسكا بما نسب إليه من مدحه وثنائه وتصديقه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في مثل قوله:
ودعوتني وعلمت أنك صادق ولقد صدقت فكنت قبل أمينا
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
فقصارى ما في ذلك أنه آمن بالرسول وحده، ولم يؤمن بربه الذي أرسله) فهل رأيتم أيها القراء كيف يمكن في منطق رجل الأزهر أن يحكم على شخص بأنه مؤمن برسول الله، غير مؤمن بالله؟
ويقول الكاتب في مقال آخر نشر بالمجلة نفسها:
(ومما يتصل بهذا اكرام الله لنبيه بتخفيف عذاب القبر كل ليلة اثنين عن عمه أبي لهب، وكان من أعدى أعدائه، وأشدهم في مناوأته وايذائه … وقد صح أن أخاه العباس رآه في النوم بعد سنة من وفاته، وكانت بعد وقعة بدر، فقال له: ما حالك؟ قال: في النار بشر حال، الا أنه خفف عني كل ليلة اثنين. أمص من بين أصبعي هاتين ماء، وأشار إلى النقرة التي تحت ابهامه).
فهل رأيتم أيها القراء كيف يعول كاتب الأزهر على ما يرى في الأحلام، فيتخذ منه دليلا على معاملة خاصة لرجل أثبت القرآن أنه كافر؟
5 ـ أما بعد: فما السر في حرص مجلة (الازهر) على اثارة الموضوعات الخلافية في أمثال هذه النظريات؟ وهل من رسالة الازهر أن يثار من الموضوعات ما لا هدف له الا تعكير صفو المسلمين، وشغلهم بالجدل العقيم؟ وهل خلت ميادين الفكر في العلم والعمل الا من أمثال هذه المواد؟ وهل يسرنا أن يقرأ