/ صحفة 326 /
مقدمتهم أساطين ((التقريب)) الأولون، الأئمة الراحلون، المراغي وعبد الرازق وسليم وكاشف الغطاء وغيرهم: آمنوا بمثل ما آمن به، وسموا بأنفسهم إلى الشرف الذي سما إليه، وتلقوا بأيمانهم راية الدعوة التي دعا بها، فلم يتركوها تسقط حين انتزعه الموت وهو في ساحة الجهاد، ثقة منهم بأنها دعوة الإسلام الصحيح على بصيرة من كتاب الله، وهدى من رسول الله، وعاهدوا الله ليكونُنَّ لها حمِلة صادقين، وجنداً مخلصين، حتى يظهرها الله في العالمين، وهاهم أولاء قد ((صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)).
القضية التي ضُخِّمِت
انتهت قضية الشيخ الذي أعلن أنه يجوز الفطر في رمضان لمن يضايقه الصوم أدنى مضايقة، وأنه يجوز اعلان هذا الفطر جهاراً نهاراً دون اعتداد بما للشهر الكريم من حرمة، وأن الصوم إنما شرع للمشغوفين به القادرين عليه، وكانت نهاية هذه القضية هي صدور الحكم من الجامع الأزهر بإقصائه عن منصب التدريس.
وقد شغلت هذه القضية الرأي العام في مصر وغيرها، وضخمتها الأغراض بلا مقتض، وخاضت فيها الصحف كثيراً بعلم وبغير علم، وبدت في أثناء ذلك ظواهر:
منها أن كثيراً من حملة الأقلام يبيحون لأنفسهم حق الكتابة في الموضوعات الدينية وهم ليسوا من أهل ليسوا من أهل العلم بها، فإذا نبهوا إلى ذلك نادوا بأن الدين ليس احتكاراً، نعم إن الدين ليس احتكاراً، ولكن الدين علم وبيان لحكم الله، فهل يجوز القول على الله بغير علم؟
ومنها أن كثيراً من الذين خاضوا في هذا الأمر، لم يفرقوا بين حرية الرأي