/ صفحه 95/
قال: أراك استأنيتني في التعليق على ما أسلفت من النصوص المؤيدة أن الاخين لغة في الاخ، بما فيها من أمثال وأشباه.
و ما كان لك أن تتعجل بعد عرضي لك شواهد عربية حاسمة في جعل الاخين والابين جمعى أب وأخ ليقينى أنك مطمئن القلب بعدئذ، على أني موف لك بعهدى، إن العهد كان مسئولا.
نعم قد بدالي اليوم قبل التعليق عليها أحاد أحاد ـ والتكرير للتأكيد لا التأسيس على حد قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): صلاة الليل مثني مثني ـ أن أوجه نظرك إلى أن الابين كان جمعا متعارفا ذائحا في الاستعمال العربى أوائل التدوين للعربية، حتى عد أساسا للتمرين عندهم على ما عرف عند الصرفيين في باب التدريب إذ يتخذون الكلمات المعروفة عماداً للنظائر من غيرها في موافقتها تطبيقا للقواعد واختياراً في العلم، فيقولون: كيف تبنى من كذ على مثال كذا المعروف عندهم، وذلك عند الصرفيين نظير باب الاخبار بالذى، والالف واللام عند التحويين.
و لو ذكرت هذا قبلا كنت في غنى عن تلمس شواهد لجمعها، ففى التنقيب عن الشواهد عناه أي عناه، مكتفيا بجعل علماء العربية (الابين) أساساً يبني على مثاله، وفي هذا غناء أي غناؤء.
إن سيبويه استشرفت نفسه للحظوة عند الخلفاء والامراه ببغداد، وقد غمروا الكسائي زعيم بغداد بعطاياهم الجزيلة وهو دونه عنده، فشخص إليها أملا في الفوق عليه، ونزل عند يحيى بن خالد البرمكى وزير الدولة ليجمع بينهما، وفي اليوم الموعود سبق الكسائي تلميذاه: الفراء والاحمر، وجرت المناقشات العليمة بينه وبينهما، فكان مما قاله الفراء: (ما تقول فيمن قال هؤلاء أبون ومررت بأبين؟ كيف تقول على مثال ذلك من وأيت أو أويت؟) (1) وقد أجاب بيويه بما

ـــــــــــ
1- المغني: مبحث إذا
يوافق المذهب البصرى في المفرد وخطأه الفراء تبعا للذهب الكوفى فيه، وليس لهذا الخلاف من أثر في الجمع نفسه.
إن السائل في البناء على مثال هذا الجمع رفعاً وجراً الفراء الكوفي، والمسئول