/ صفحه 49/
الإسلام يقرر أن العبد متي استرد حريته أصبح مواطناً وأخا له كافة الحقوق الوطنية والاخوية، وهذا صهيب المولي
الفارسي يكلفه عمر بأن يؤم المسلمين في الصلاة وفيهم كبار الصحابة من المهاجرين والانصار. ولا تنس بلالا الحبشي مؤذن رسول الله وقد أصبح من كبار الصحابة وله منزلته بينهم، ولا تنس أيضاً المولي زيدبن حارثة وهو الذي قاد جيشاً أيام رسول الله، ثم خلفه ابنه أسامة بن زيد الذى عينه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)قائداً للجيش، وكان تحت امرته كبار الصحابة.
و لقد وصل الأمر في شأن الموالى إلى أن عمربن الخطاب عند ما كلف عمرو بن العاص فتح مصر بعث هذا وفداً إلى المقوقس برياسة الزنجي عبادة بن الصامت ولما رآهم المقوقس أنكر أن يرأسهم هذا الزنجي بسواد بشرته، فأجابه الوفد بأنه "و ان كان أسود كماترى فإنه من أفضلنا موضعا وأفضلنا سابقة ورأيا وعلما، وليس ينكر السواد فينا".
هكذا كان شأن الإسلام في معاملة الموالى والعبيد.
وبهذا المناسبة ولما قلناه من أن الإسلام ليس دين اعتداء وفتح وغزو، نقول ان فتح مصر لم يكن اعتداء، بل كان نتيجة اتفاق ومداولات بين قبط مصر وبين المسلمين لما حاق بالقبط من ظلم واضطهاد وقع عليهم من الحكام السابقين من دولة الرومان، حتى رضي البطريرك الاكبر وهو المقوقس أن يحل عدل الإسلام محل لم الرومان.
و كان فتح فلسطين من قبل باتفاق بين شعبها ضد المظالم الرومانية، ولما دخل عمر نفاداً لرغبة البطريرك "صوفرنيوس" ليتسلم الخليفة بنفسه مفتاح بيت المقدس وكانت تسمي "ايلياء" ودخل كنيسة القيامة وحل وقت الصلاة وهو بداخلها هم بالخروج ليؤدى الصلاة خارجها، وعندما قال له البطريرك ان دينكم لا يمنع الصلاة في الكنيسة أجابه عمر بأنه يخشي ان صلي في الكنيسة أن يعتقد الجهال من المسلمين أنها أصبحت مسجدا، ثم غادرها وأدى الصلاة خارجها، وأعطي أهل القدس عهداً هذا نصه: