/ صفحه 429/
العبارات ويفصلها تفصيلا دقيقاً من كل الوجوه ويوضح استدلالات صاحب الكتاب، وإذا كان له أو لشخص آخر رأي خاص أو تعليق بذكره وفي نفس الوقت بفسح المجال للصلاب للرد والنقد والمناقشة حول موضوع الكتاب وتلك
الاراء.
ولما كانت كتب السطح كلها استدلالية فإن دراستها والاستفادة منها توسع ذهن الطالب، وتمنحه مقدرة خاصة لاقامة الدليل أو رد البراهين والدعاوى والدراسة فيها كما قدمنا ولكن يتفق أحيانا أن لا يكتفي أحد هؤلاء الطلاب بكتب الفقه والاصول فيدرس إلى جانبها كتاباً في الحكمة (الفلسفة) من قبيل منظومة السبزوارى أو التجريد... للخواجة نصيرالدين الطوسي، والشفاء لابن سينا، وأسفار ملاصدرا، وعلوما في الهيئة، وكتب النجوم القديمة والحساب والتفسير والحديث ورجال الحديث وغير ذلك على أساتذة متخصصين في (الفلسفة) أو يبحث هوبنفسه في الكتب إذا كانت فلسفية، وإذا تخصص في الفلسفة سمى اصطلاحا (حكمى) ومدة مرحلة (السطوح) عادة من ثلاث إلى ست سنوات وقد تزيد أحيانا عن ذلك.
ثالثاً: مرحلة التحصيل المسماة (الخارج) مرحلة عالية، ولا يكون في هذه المرحلة مع الطلاب كتب وقت الدرس، بأن يجعل الأستاذ موضوع الدرس إحدى فروع الفقه أو مسائل الاصوليه، ويتناقشون في هذا الموضوع بلغة علمية تعتمد على الاصطلاحات الخاصة، وتبدو عبارات الأستاذ غريبة بالنسبة لمن ليس لهم إلمام بتلك الاصطلاحات، فلا يفهمون معاني ومفاهيم تلك الاصطلاحات، وأن يكونوا من أهل تلك اللغة والمققفين فيها، وقد يستغرق البحث في أحد تلك الفروع أو الأبواب عدة شهور أو يطول إلى عام. ومجموعة فقه الشيعة تشمل عدة كتب أو عدة فصول هامة، أولها كتاب الطهارة وآخرها كتاب الديات وتتضمن في جملتها العبادات والمعاملات وأحكام المذهب الجعفرى، وكل واحد من هذه الفصول أيضا شامل لفروع ومسائل هامة كثيرة، فمثلا يطرح الأستاذ للبحث مسائل في باب الصلاة صلاة الغريق أو المسافر أو المريض أو أحكام القبلة