/ صفحه 349/
الذي تفيده المادة في اللغة "هى كل شراب مسكر مخالط للعقل مغط عليه، وما أسكر كثيرة فقليله خمر، هذا هو الظاهر في روايات أصحابنا، يريد الامامية راجع تفسيره عند قوله تعالى: "يسألونك عن الخمر والميسر" في سورة البقرة وقال عند تفسيرة لقوله تعالى "انما الخمر والميسر" في سورة المائدة "مر معناهما في سورة البقرة" قال ابن عباس: بريد بالخمر جميع الاشربة التي تسكر، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): الخمر من تسع، من التبع ـ وهو العسل ـ ومن العنب، ومن ا لزبيب، ومن التمر، ومن الحنطة، ومن الذرة، ومن الشعير والسلت.
الميسر: معاني المادة التي اشتق منها في اللغة:
و أما الميسر فاشتقاقه من يسر الشيء ييسر يسرا، والمادة متنوعة المعاني كمادة "خمر" وهي مثلها أيضاً في تقارب معانيها، فتارة تفيد معني السهولة، وتارة تفيد معني الوجوب، وتارة تدل على الجزر فالياسر الجازر والميسر الجزور وتارة تفيد معني التجزئة، فكل ما جزأته فقد يسرته، ولهذا المعاني كلها شواهدها في الشعر وكلام ا لعرب، وقد استعمل
لذلك في معنى القمار، والقمار فيه هذه المعانى التي تعرفها اللغة العربية في مادة يسر، فإذا نظرت إلى معنى الوجوب فكل من الاعبين المقامرين ييسر شيئاً أي يوجيه، وهو ما يحق له أو لصاحبه بمقتضي المقامرة، وإذا نظرت إلى معني السهولة، فكل منهما يكسب المال سهلا يسيراً، وهما يكسبانه الفقراء سهلا إذ يوزعان لحم جزور الميسر عليهم وإذا نظرت إلى معني التجزئة وجدته، إذ كانوا يجزثون لحم هذا الجزور فيقسمونه أو يقتسمونه ـ وهكذا.
كل قمار ميسر:
وكل ما من شأنه أن يكون فيه مخاطرة واحتمال للربح والخسارة عن طريق المياسرة والمقامرة فهوحرام، وقد ورد في ذلك آثار وأحاديث ونقول عن ا لائمة والعلماء.