/ صفحه 209/
منها ما أسند فيه الفعل إلى الله عزو جل كقوله تعالى: "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه" 27/ البقرة والمعني قبل توبته وغفر له ذنبه.
و منها ما أسند فيه الفعل إلى العباد على معني الاقلاع عن الذنب، كقوله تعالى: "أنه من عمل منكم سوءاً بجهاله ثم تاب من بعده، وأصلح فإنه غفور رحيم"
54 / الانعام
وجاء المضارع وهو "يتوب" وفروعه في واحد وعشرين موضعاً، وهو كالماضى في اسناده تارة إلى الله، وتارة إلى العباد، وقد أجتمعا في قوله تعالى: "إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم" 17 / النساء.
و جاء الأمر في ثمان مواضع ـ منها:
1 - قوله تعالى حكاية لدعوة إبراهيم وإسماعيل إذ يرفعان القواعد من البيت: "و أرنا مناسكنا وتب علينا" 128 / البقرة.
2 - وقوله تعالى: "و توبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"
31 / النور
و لم تجيء كلمة "التوب" إلا في موضع واحد هو قوله تعالى: "غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب" 3 / غافر.
وهي إما بمعني المصدر، أي قابل التوبة من عباده، وإما جمع لتوبة ـ كلوز ولوزة ـ أي قابل كل توبة.
وجاءت كلمة "توبة" يصح أن يكون المراد التوبة معرفة ومنكره في سبعه مواضع، منها قوله تعالى:
1 ـ "إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة" 17 نساء
التي بتوبها الله على عباده، والمراد صدور القول عنه، وكلمة "على" أفادت التحقق حتى كأنه واجب إنجازاً لوعده به ـ
جل علاه ـ وهذا مراد من قال: كلمة على بمعني من.
ويصح أن يكون المراد توبة العباد، والمعني: "إنما التوبة التي أوجب الله على نفسه قبولها، وهذا مراد من قال: إن كلمة على بمعني عند وكذلك معني التوبة في الآية التي تلى هذه: 181 / النساء.